19 سبتمبر 2024 | 16 ربيع الأول 1446
A+ A- A
الاوقاف الكويت

د.المرصفي: إذا افتخرت أمةٌ بأن نبيّـاً منها..فلتـفتخر كل الأمم بخاتم المرسلين

12 يناير 2014

في ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم

** الرسول صلى الله عليه وسلم مثال الطهارة والاستقامة في سلوكه ومثال الجد والاجتهاد والنجاح

** الرسالة الإسلامية تناولت أطوار حياة الإنسان كلها أنَّى اتجه وأنَّى سار تصحبُه طفلاً ويافـعاً وشاباً وكهلاً وشيخاً

** الرسول "كان خلقه القرآن" وعلى أبناء الأمة الاقتداء به واقتفاء أثره والتأسي بأخلاقه الحميدة

بعث الله تعالى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، اصطفاه الله سبحانه من أنفس الناس معدنا، وأزكاهم نفسا وأرجحهم عقلا ليكون أهلا لتبليغ رسالة الإسلام الخالدة، علمه ربه فأكمل تعليمه، وأدبه فأحسن تأديبه، واختاره من دون العالمين، لينزل عليه القرآن الكريم هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان.

ولمكانة الرسول الأمين وعظمته، وخلود رسالته، اهتم العلماء بإبراز مناقبه وشمائله، وكتابة سيرته العطرة وتحقيق سنته الشريفة من خلال أقواله وأفعاله، ومن هؤلاء أستاذ الحديث وعلومه في كلية الشريعة الإسلامية جامعة الكويت سابقا الدكتور سعد المرصفي إذ يقول عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، إذا افتخرت أمةٌ من الأمم بأن نبيّـاً منها، فلتـفتخر الأمم كلُّـها بخاتم النبيين والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم الذي بعث رحمة للناس كافة، {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ"107"}(الأنبياء)، وجاء حاملا منـهجا ربـّانيا للحـياة، وتصوِّرا شاملا لكل جوانب الحياة، روحيّـة أو جسميّـةً، دينيّـةً أو دنيويّـةً، عقليّـةً أو عاطفيّـةً، فرديّـةً أو اجتماعيّـةً، حيث رسم المنهج الأمثل للسلوك الإنساني الرفيع.

وقال د.المرصفي إن رسالة الإسلام التي حملها الرسول صلى الله عليه وسلم رسالة شاملة كاملة خالدة تخاطب كل الأمم، وكل الأجناس، وكل الشعوب وكل الطبقات، وليست رسالةً لشعب خاص، قال تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا }(الأعراف:158)، كما أنها رسالة هداية من ربّ الناس لكل الناس، وقد قرر الله تعالى ذلك في قوله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلامُ }(آل عمران:19)، وقوله سبحانه: { وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ"85"}(آل عمران)، لافتا إلى أن الأنبياء جميعاً حملوا رسالة الإسلام ، ونادوا بالتوحيد، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ "25"}(الأنبياء)، كما نادوا باجتـناب الطاغوت قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ }(النحل:36).

وتابع د.المرصفي قائلا: كما تحدث القرآن الكريم عن أن الأنبياء جميعهم مسلمون، ودعوا إلى الإسلام، فنوح عليه السلام قال: {وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ"72"}(يونس)، وإبراهيم وإسماعيل عليهما السلام قالا: {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ }(البقرة:128)، ووصى إبراهيم بنيه ويعقوب عليهما السلام بالإسلام قال تعالى: {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ "132"}(البقرة)، ويوسف عليه السلام دعا ربّـه فقال: {تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ"101"}(يوسف)، وموسى عليه السلام قال: {يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ "84"}(يونس)، وسحرة فرعون حين آمنـوا قـالوا: {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ"126"}(الأعراف)، وسليمـان عليه السـلام بعث لبلقيـس: {أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ"31"}(النمل)، والحواريُّـون قالوا لعيسى عليه السلام: {آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ "52"}(آل عمران).

وعن شمولية الرسالة الإسلامية رصد د. المرصفي أنها تناولت أطوار حياة الإنسان كلها؛ أنَّى اتجه، وأنَّى سار، تصحبُه طفلاً، ويافـعاً، وشاباً، وكهلاً، وشيخاً، وترسم له في كل هذه المراحل المتعاقبة المنهج الأمثل الذي يُسعده. وهنا نبصر أحكاماً وتعاليم تتعلّق بالمولود منذ ساعة ميلاده، مثل: التأذين في أذنه، واختيار اسم حسن له، وذبح عقيـقة عنه شكراً لله، وغير ذلك مما ضمنه إمام كابن القيم كتاباً مستقلاً سمّـاه «تحفة المودود في أحكام المولود»، كما شملت أحكاماً تتعلّـق بإرضاع الرضيع ومدته وفصاله وفطامه، ومن يُرضعه، وعلى من تكون نفـقةُ المرضعة أو أجـرتها، وخصوصاً عند الطلاق وانفصال أمّ الرضيع عن أبيه، قال تعالى {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا لاَ تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُواْ أَوْلادَكُمْ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّا آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ "233"}(البقرة).

لهذا أودع الله سبحانه في الإسلام – كما يقول د. المرصفي - ما يُشبع كل نهمة معتدلة، وما يُقـنع كل ذي وجهة معتدلة، ويلائم كل تطـوّر معتدل، فمن كان مثاليّـاً ينزع إلى الخير لذات الخير وجد في أخلاقيّـات الإسلام ما يرضي مثاليّته، ومن كان يؤمن بمقياس السعادة وجد في الفكرة الإسلاميّـة ما يحقّق سعادته وسعادة المجموع معه، ومن كان يؤمن بمقياس المنفعة - فرديّـة أو اجتماعيّـة - وجد في الإسلام ما يرضي نفعيّـته.. وهكذا. وبهذا تسمع كل أذن الأنشودة التي تحبّها، وتجد كل نفس الأمنية التي تهفو إليها، وفق المنهج الربّـاني الذي يصلح الحياة.

ودعا د. المرصفي أبناء الأمة الإسلامية إلى الاقتداء بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم والتأسي بأخلاقه الحميدة " كان خلقه القرآن"، واقتفاء أثره، ودراسة سيرته العطرة وسنته الشريفة، فقد حفظه الله في مراحل حياته كلها، في طفولته وفي صباه، وفي شبابه وفي كهولته، فكان مثال الطهارة والاستقامة في سلوكه ومثال الجد والاجتهاد والنجاح في حياته، وفي قيادته للأمة وفي مسيرته الدعوية.

نسأل الله التوفيق لصالح القول والعمل، ولا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل للداعية الاسلامي د. سعد المرصفي ، لما تفضل به علينا من علمه الوفير راجين المولى تبارك وتعالى له دوام الصحة والعافية، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.

القائمة البريدية

انضم للقائمة البريدية للموقع ليصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظه لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة الكويت